كانت غايتي التعرف عليك، اما اليوم فأصبح هدفي عدم الابتعاد عنك..." والكثير غيرها من الوعود والجمل الرائعة التي رددتها على مسمعي عدة مرات مقسماً انك لن تتراجع عنها ما حييت، واذ بك لا تحقق لي منها شيئاً وربما تكون قد نسيتها ايضاً..
وعود جعلتني اجرؤ على تصديقها، مع انني اعتبرها واقعية الى حد ما، الاّ انها بدت لي سهلة الحصول وسط علاقتنا الرائعة والواعدة.
حلم عشته شعرت خلاله انني كما كنت تسميني " أميرة"، كان الأجمل في حياتي، اذ خلت انني "وأخيراً" قد وجدت الفارس الذي سيخطفني من الفراغ الذي يسيطر على وجودي ... وجدت من أحلم به.
شهر ابتعدت خلاله عن كل ما هو خطأ وكل ما قد يعرقل صفو علاقتنا ويهددها بالزوال اذ كنت مكتفية برؤيتك ووجودك الذي ملأ حياتي ووقتي دون أن أدرك أن مدة حلمي محددة بزمن شهر واحد سينقلب بعدها الى ابشع كابوس، وفجأة لم أعد اسمع الرنة المخصصة لك على هاتفي، لم أعد أسمع صوتك... هكذا دون اي سبب مقنع.
وعندما اسألك عن السبب، كنت تجيبني بأنك منشغل بعد ان كان يبزغ الفجر وانت تسرد لي تفاصيل يومك ومشاعرك وحبك الذي لم تشعر به من قبل، فأغفو على صوتك واسند رأسي الى وسادتي وانا ادعو الله ان لا يحرمني منك. الا انه لم يستجب لدعائي.
أتتبخر الوعود كما تتبخر مياه البحر لتتساقط امطاراً حزينة؟
أهكذا تبخرت وعودك لأذرفها دموعاً تحرق قلبي "مش رح ينزلك دمعة بسببي..." وعد آخر سمعته الكثير من المرات، واذا بك تجعلني لا أغفو الليل من كثرة الدموع، بكاء على ما فقدته، بكاء على حلمي الذي دفن دون ان اقترف اي ذنب أو اي خطأ انال عليه هذا العقاب.
لقد حفرت صورتك في ذهني فلم أعد ارى سواك أمامي، وتتملكني الحيرة:
أأذكرك من باقة الورود التي ارسلتها لي قبل ان اعرفك؟ أم اذكر الساعات الرائعة التي قضيناها على صخور احد الشواطىء حيث كان لقاءنا الأول ووعدك الأول بعدم الابتعاد عني ابداً؟
أأذكرك من مواقف غيرتك التي كانت تفرحني وتشعرني بوجودي؟
كلها ذكريات تجعلني أعود لأعيش مجدداً ربما في أمل او في سعادة الى حد ما.
أتذكر انك أكثر من جرحني واكثر من ابكاني وآلمني واسمعني: "اننا سنفترق دون مبرر"، فشعرت بلحظة هبوطي من سماء الحلم الى أرض الواقع، فربما احرر تفكيري ومشاعري من قضبان سجنك واتجاهل وجودك؟
واتساءل مجدداً:
أأشكر الله واشكرك لأنك منحتني نعمة الحلم والعيش كأميرة على عرش قلبك ولو لمدة؟
أم ألوم نفسي لأنني أجبت على غير عادتي على رقم غريب وسمعت صوتك تسألني:"أأعجبتك الورود؟".
وكانت بداية الحلم ...